Monday 15 November 2010

التربة



التربة : هي الطبقة السطحية الهشة أو المفتتة التي تغطي سطح الأرض. تتكون التربة من مواد صخرية مفتتة خضعت من قبل للتغيير بسبب تعرضها للعوامل البيئية والبيولوجية والكيمائية، ومن بينها عوامل التجوية وعوامل   .التعرية

الفرق بين التربة و الفتات الصخري:
 التربة هي فتات صخري قادر على دعم الحياة, وهي أيضاً الجسر الذي يربط بين الجماد و الحياة.

مكونات التربة:

 العوامل المؤثرة في تكون التربة:
1-      صخر الأساس: هو المادة الأصلية التي تساهم في تشكل التربة, ويؤثر على التربة بثلاث طرق:
أ‌-        سرعة التأثر بالتجوية و بالتّالي سرعة تكوّن التربة.
ب‌-    خصوبة التربة, اعتماداً على المكوّنات الكيميائية للصّخر الأساس.
ج- تحديد المعادن المكوّنة للتربة.
2-   المناخ: يعتمد تكوٌّن التربة بدرجة كبيرة على الظروف المناخية المحيطة بها، ويتضح ذلك من خلال اختلاف خصائص أنواع التربة باختلاف المناطق المناخية الموجودة بها. ومن أهم هذه الظواهر المناخية التي تؤثر على عملية غسل التربة وعوامل التجوية درجة الحرارة ونسبة الرطوبة. تُحرِّك الرياح الكثبان الرملية وغيرها من الجسيمات الأخرى، خاصة في المناطق الجافة الجدباء حيث تقل فيها المسطحات الخضراء. هذا، وتؤثر نوعية الترسبات وحجمها على تكون التربة من خلال التأثير على حركة أيونات وجزيئات التربة مما يساعد في تكوين طبقات وقطاعات تربة مختلفة. بالإضافة إلى ذلك، تؤثر التقلبات الموسمية واليومية التي تطرأ على درجة الحرارة على مدى فاعلية الماء في التأثير على المادة الأم للطبقة الصخرية الأصلية من حيث التعرية وكذلك على حركة جزيئات التربة، كما تعد عمليتا التجميد والإذابة آلية فعالة لتفكيك وتفتيت الصخور والمواد الصلبة الأخرى الموجودة في التربة. علاوة على ذلك، تؤثر كل من درجة الحرارة ونسب الترسبات على النشاط الحيوي ومعدلات التفاعلات الكيميائية ونوعية الغطاء النباتي لأية منطقة.
3-   التضاريس(طبوغرافية الأرض): تؤثر مظاهر سطح الأرض من حيث الانحدار والارتفاع والانخفاض على نسبة الرطوبة ودرجة حرارة التربة ومدى تأثر المادة الأم للتربة بعوامل التعرية. ولمزيد من التوضيح، تكون المنحدرات الشديدة والمواجهة للشمس أكثر دفئًا من غيرها، كما أن الأسطح شديدة الانحدار قد تتعرض لعوامل النحت والتعرية بشكل أسرع من أنواع التربة أو المادة التي تكونت بفعل الرواسب، الأمر الذي يؤدي إلى نحت سطح التربة. ومع ذلك، فإن المناطق المنخفضة تكون مهيأة لاستقبال الترسبات التي ينقلها الماء من مناطق مرتفعة إلى مناطق شديدة الانحدار، مما يؤدي إلى تكوين تربة عميقة وداكنة اللون. وتؤثر كذلك تضاريس المنطقة على معدلات الترسيب فيها؛ حيث تختلف طبيعة الرواسب الموجودة على ضفاف الأنهار والسهول التي تكونت بفعل الفيضانات والدلتا بناء على معدل تدفق الماء ومدة ذلك، كما تؤثر أيضًا على قدرة الماء الجاري بسرعة كبيرة على تحريك المواد الكبيرة والصغيرة على حد سواء، بينما يختلف الأمر بالنسبة للماء الجاري ببطء حيث يستطيع تحريك المواد الصغيرة فقط. هذا، ويعمل جريان الماء في الأنهار ونشاط الرياح مع وجود تيارات ماء قوية إلى حد ما على ترسيب الفتات والحبيبات والصخور والرمال ونقل الأجسام صغيرة الحجم التي تترسب عندما تقل سرعة التيارات المائية. ولا تحرك المسطحات المائية غير العميقة، مثل البحيرات والبرك والبحار ذات المياه الضحلة، المواد صغيرة الحجم وهشة القوام والتي بدورها تمثل الرواسب الصغيرة مثل الطين والطمي.
4-      النشاطات النباتية و الحيوانية: تقوم النباتات و الحيوانات بشكل أساسي بتوفير المواد العضوية للتربة, وبالتّالي زيادة خصوبتها, كما أن تحلّل بقاياها ينتج عنه مواد عضوية, تسرّع من عمليات التجوية, ويضاف الى ذلك دور المحللات وديدان الأرض والحيوانات الحفّارة, التي تعمل على مزج المعادن والأجزاء العضوية من التربة, و كذلك دور بعض الكائنات الحية الدّقيقة التي تعمل على تثبيت النّتروجين في التّربة.
5-   الزمن: كي تتكوّن تربة قادرة على دعم الحياة لا بدّ أن تنقضي فترة من الزمن, فبمرور الزمن تصبح التربة أكثر سمكاً وخصباً وعطاءً.
مقطع التربة ونطاقاتها:

مقطع التربة: المقطع الرأسي لجسم التربة الذي يظهر فيه
تتابع نطاقاتها بدءًا من سطح الأرض وانتهاءًا بالصخر الذي تكوّنت فوقه التربة. وتختلف نطاقات التربة  من حيث اللون والنسيج.
النطاقات:
1-     النطاق (O): يتكوّن من بقايا نباتات ومواد عضوية متحلّلة, ويسمَى التربة السطحية.
2-   النطاق(A): ويتكوّن في غالبيته من معادن, وتصل اليه من أعلى نسبة من الدبال, وينتقل الماء من خلال هذا النطاق الى الأسفل حاملاً معه الفتات الناعم(معادن طينية) والمواد المذابة, لذا يسمى نطاق الغسيل.
3-   النطاق(B): يتجمع في هذا النطاق ما جرى نقله عبر نطاق(A) من مواد طينية ومواد ذائبة, و يسمى نطاق التجميع.
مميزات هذا النطاق:
أ‌-        غني بالطين
ب‌-     مقدرته على الاحتفاظ بالماء
* تكون النطاقات (B,A,O) التربة الحقيقية.
4- النطاق(C): يمثل صخر الأساس الذي تعرض للتجوية والقاعدة التي ترتكز عليها النطاقات الثلاثة, ويؤثر في المكونات المعدنية للنطاق(B),قة وقد لا يكون لهذا النطاق علا مع النطاقات الأخرى من الناحية المعدنية.
* تسمى التربة التي تظهر كل هذه النطاقات تربة ناضجة, امّا التربة التي ينقصها بعض هذه الطبقات تسمى تربة غير ناضجة.
التصنيف النسيجي للتربة:
نسيج التربة: هو حجم الفتات المكوّن لجسم التربة دون الأخذ بالمكوّنات الكيميائية لها.


مشكلات التربة وكيفية استدامتها:
يمكن تشبيه التربة بكائن حي ينمو ويتطور بمرور الزمن مثل أي كائن حي آخر, فيمر بمرحلة شباب ونضج وشيخوخة.
تعطي التربة انتاجاً جيداً اذا تم الاعتناء بها والمحافظة عليها, ويقل انتاجها اذا ما أهملت وأسيء استعمالها.
تعد التربة من اهم الموارد الطبيعية, لذلك فالحافظة عليها يعد من أهم المعالم الحضارية التي يقاس بها رقي الأمم وتقدمها وازدهارها. وهي مورد طبيعي بطيء التجديد, فحتى يتكون 3 سنتيمترات من التربة يلزم ما يقارب الألف سنة.
تأتي أهمية التربة كمورد طبيعي مهم للغاية يرتبط بالحياة بسبب الدور الرئيس الذي تقوم به في حياة النبات؛ اذ تقوم التربة بتثبيت النبات ضدّ العوامل المختلفة, وكذلك تزويد النباتات بما تحتاجه من ماء وأملاح معدنية.
انّ التربة مورد مهم للغاية لأننا نعتمد عليه في انتاج ما نحتاجه من غذاء. ولذلك فان دول العالم تتجه نحو استدامة التربة والمحافظة عليها. فبعض الدول كالهند والصين حققتا نجاحات كبيرة؛ اذ صارتا مكتفيتين من الناحية الغذائية بفضل الاستخدام الصحيح للتربة, وبالتالي حققتا الأمن الغذائي. ولا تقتصر ضرورة الحفاظ على التربة على استدامة النتاج فحسب, بل تهدف أيضاً الى ضرورة الحد من تلوّث المياه والتربة, والحفاظ على الصحة العامّة, ومنع انتقال الملوّثات الى البشر عبر السلسلة الغذائية.